مع حلول فصل الشتاء، تتغير ملامح الطبيعة وتكتسي الأرض رداءً من السكون والجمال البارد. تتساقط أوراق الشجر وتغفو الأشجار تحت وطأة البرد، وكأنها تستعد لحلم طويل دافئ. هو الفصل الذي يحمل في طياته نسمات باردة ومناظر خلابة تبعث في النفس سكينة لا توصف.ما يميز الشتاء حقًا هو طقسه البارد، الذي يدفعنا إلى البحث عن الدفء، لا فقط في الملابس بل في المشاعر أيضًا. تكتظ خزائننا بالمعاطف الثقيلة، والقبعات الصوفية، والجواكيت المبطنّة التي تعانق الجسد كحضن أم حنون. تظهر الأوشحة بألوانها المختلفة لتضفي على المظهر لمسة من الأناقة والحميمية، وتصبح القفازات رمزًا عمليًا للدفء والاحتواء.ومن أجمل طقوس الشتاء، إشعال النار للتدفئة. مشهد النار المشتعلة في المدافئ أو في جلسات السمر الخارجية يمنح الشتاء روحًا خاصة، تنبعث منها رائحة الحطب وذكريات الطفولة. حول النار، تجتمع العائلة ويتقاسم الأحبة فناجين الشاي أو القهوة، وتولد الأحاديث والضحكات من حرارة القلوب أكثر من حرارة النار.في الشتاء، لا تنطفئ الأرواح رغم برودة الطقس. بل تُضاء القلوب بالحنين، ويصبح لكل لحظة صمتٍ معنى، ولكل دفءٍ بسيط قيمة لا تُقدّر.